انتقام أرض غزة يُصيب جيش الاحتلال ببكتيريا خطيرة.. فما سرها؟
في ظل الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة في فلسطين، يبدو أن عدالة السماء تمارس دورها الطبيعي، انتشرت عدوى فطرية قاتلة تصيب جنود جيش الاحتلال، اختلفت الأقاويل على سببها، قال البعض إنها تنمو في تربة قطاع غزة، وآخرون قالوا إنها بسبب الأطعمة الفاسدة، فما سرها؟
يقول الدكتور أسامة فكري، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والتغذية الإكلينيكية، في تصريحات خاصة لجريدة "النهار"، إن البكتيريا عادة تحدث عن طريق الفم، وبدورها تسبب عدوى للجهاز الهضمي، وتؤدي إلى عدة أعراض منها الإسهال والقيء والغيثان، مؤكدا أن ما حدث للجنود الإسرائيليين في قطاع غزة، نتج عن عدم تكيفهم مع هذه البيئة، ففي بعض الأحيان تنقلب البيئة على غير أصحابها.
وأضاف الدكتور أسامة فكري، أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد يكونوا تعرضوا لـ traveler’s diarrhea، أو ما يسمى بالإسهال المسافر، وهو إسهال يُصاب فيه الشخص عند السفر في مناطق من العالم يكون الماء فيها ملوثًا بالجراثيم، وفي هذه المناطق، يُمكن أن يمرض الشخص عندما يشرب الماء أو يتناول طعامًا غير مطبوخ أو طعامًا غُسل أو جرى تحضيره بهذه الماء، أو خضار مزروع في تربة الأرض.
وأكد استشاري الجهاز الهضمي والكبد، أن الوضع الحالى في غزة من الطبيعي عدم توافر المياه والغذاء الصحي فيه، نظرا لتدمير البنية التحتية، وعدم وجود صرف صحي، بالإضافة إلى نقص المياه والطعام هناك.
وأجاب الدكتور أسامة فكري، عن سبب عدم إصابة الغزيين الموجودين بالقطاع بالبكتيريا، قائلا إن أهل غزة اكتسبوا مناعة نظرا لأنهم أهل البلد، ومعتادين على طعامها ومياهها وأجوائها، كما أنهم معتادين منذ سنوات على هذا النوع من الحصار فأصبح لديهم تكييف بيئي مع جميع الظروف، لذلك المحتل القادم من الخارج، لا يستطيع التعامل مع هذه البيئة، خاصة لأنه معتاد على الطعام والشراب النظيف.
وفي ذات السياق، قال الدكتور سمير عنتر، استشاري الجهاز الهضمي والكبد والحميات، في تصريحات خاصة لجريدة النهار، إن غزة أصبحت بيئة ملوثة ومليئة بالبكتيريا والفيروسات وتفتقر للنظافة، نظرا لما يحدث هناك، بالإضافة لتلوث المياه، وانتشار الدماء والموتى، وتدمير البنية التحتية في قطاع غزة، كما أن السكان أصبحوا يقضوا حاجاتهم وفضلاتهم في الطرقات.
وتابع استشاري الجهاز الهضمي والكبد والحميات، أن ذلك سبب رئيسي في انتشار الأمراض والنزلات المعوية والأوبئة، وخاصة ما تم الإعلان عنها بين جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الوضع سوف يزداد سوءا ولن يتوقف على التربة فقط، بل سيتطور إلى تلوث عام وشامل في كل شيء.
وأوضح الدكتور سمير عنتر، أن هذه الفترة سوف تشهد انتشار الأوبئة، والأمراض المعوية والتنفسية، مؤكدا أن ذلك سيؤثر على الفلسطينيين أيضا، فهم منذ فترة طويلة يعانون من نقص الطعام والمياه، ويعيشون بداخل الخيام، وبالتأكيد يعانون من نقص شديد في المناعة، لكن هم ليس لهم من يستطيع إيصال صوتهم وشكواهم.
جدير بالذكر أن صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أجرت تحقيقًا مع أطباء إسرائيليين يشرفون على علاج المرضى، قالوا إن سبب انتشار المرض هو مزيج من الطعام الفاسد الذي جرى التبرع به للجنود وانعدام النظافة.
وأكدت رئيسة جمعية الأمراض المعدية في إسرائيل أن السبب الرئيسي للإصابات الواقعة بين جنود الجيش الإسرائيلي هو "ملامسة التربة والطين هناك، الذي تسبب في التعرض لهذه البكتيريا المقاومة، وكذلك العفن".